مقال يتحدث عن نجم برشلونة ..

رؤية | مهند عبد الرؤوف




مقال يتحدث عن نجم برشلونة ..

المكان: دكة بدلاء نادى برشلونة بملعب الكامب نو الشهير.

الزمان: السبت 17 من مايو 2014 – فور نهاية آخر مباريات الدورى الأسبانى مع أتليتكو مدريد.

      من أين يأتى هذا الصوت؟ .. انا أعرف هذه الأغنية بالتأكيد .. حان وقت الوداع .. إنه بوتشيللى .. أندريا بوتشيللى .. كانت جماهير ملعب الإمارات تقولها لفينجر عند لا ترضيها النتائج ولكن ليس هنا.

 ما الذى يحدث لنا كيف يمر هذا الموسم دون الفوز ببطولة مهمة عدا كأس السوبرالمحلية ، أنا لم أعد فى الأرسنال مع فينجر، كيف نخسر كل هذه المباريات، هل يمكن أن يمر الموسم دون أن نفوز بالدورى أو الكأس أو دورى الأبطال ، هذا حتما أحد أسوأ كوابيسى.

ليست هذه عقلية الفريق الذى كنت أتطلع الى اللعب معه طوال حياتى، لقد سلكت الطريق الصعب و ذهبت الى انجلترا وحيدا" و أنا ابن السادسة عشرة فقط لأثبت لهم و لنفسى أنى أستحق العودة و اللعب لفريق حياتى، لطالما حلمت و أنا صغير كلما مررت أمام هذا الإستاد بأنى سأكون أحد من يشار اليهم بالبنان فى هذا الملعب، فهل كان الحلم أكبر منى أم أنه جاء فى وقت انحسار و إعادة بناء، لقد فزت بكاس العالم قبل أن أجىء الى هنا، كنت أصغر كابتن لفريقى السابق أرسنال، عملت بجهد كبير للحصول على فرصتى فلماذا لا تسير الأمور لصالحى ، الفريق لم يفوز بأى بطولة مهمة هذا الموسم وهم سيبحثون عن كبش فداء ... لطالما فعلوا، هم لن يقربوا من زملائى فى لامسيا ليونيل ( ميسى) – بالطبع- أوأندريس (انييستا) أو حتى  جيرارد (بيكيه) لأسباب كثيرة

 وكارلوس ( بويول) وفكتور ( فالديز) راحلين بالفعل و قد يرافقهم تشافى .. فمن سيطالبوه بالرحيل؟

على اذًا توقع الأسوء ...

 قد يطلبون منى أنا الرحيل ..

هم بحاجة للمال لترميم دفاع الفريق المهترىء وحارس مرمى ان لم يكن اثنان وبيعى قد يؤمن جزءا كبيرا من ذلك.

كم كنت ممتنا عند رفضت ادارة النادى عرض مويس والمان يونايتد الصيف الفائت و قال لى بارتيمو( نائب رئيس النادى حينئذ) أنك لن تذهب الى أى مكان .. شعرت بأننى فى بيتى .. بأنى أحد حاملى ال DNA  للنادى الأفضل فى العالم منذ الصغر و رحيلى غير وارد.

فهل يصنع موسم واحد فقط كل هذا الفارق؟

لقد ضحيت بالكثير لأضمن استمرارى فى الملعب .. رصيدى مباراياتى هذا الموسم كما سابقيه ان لم تختى الذاكرة فلأبحث عن الاحصائيات ( 55مبارة هذا الموسم عوضا عن 48 فى كل من موسمى السابقين) و أحرزت تقريبا نفس عدد الأهداف ( 13 هدف عوضا 14 و 15 ) بل و مررت تمريرات حاسمة أكثر (14 عوضا عن 11) .. اذن أنا أفعل ما يتوجب على و زيادة ورغم ذلك أنا أول من يبحث المدرب عن تغييره !!

 منذ البداية قبلت تغيير طريقة لعبى و لعبت فى معظم مراكز الوسط و الهجوم دون شكوى أو تذمر رغم ما يخصمه هذا من قدرتى على التأقلم و بالتالى على الإجادة و التميز، كنت ملكا غير متوج فى أرسنال ، أحمل شارة كابتن الفريق وتمر كل الكرات عبرى و يبحث عنى الجميع ليمرروا لى لأصنع الفارق ، لكننى ها هنا أقبل بدور أقل و مسئولية أقل مما اعتدت عليه ثم يعودوا و ينتقدوننى ويطالبوننى بالمزيد؟ فعلها بيب و من بعده فيلانوفا وحتى هذا الأرجنتينى حديث العهد بنا تاتا، فأين الخطأ؟

لا يجب أن أخادع نفسى فالأرقام تخبرنا بالكاد نصف الحقيقة ، أنا لم اكن مؤثرا كما أريد .. فانا لم أفعل شيئا أمام خصمانا الأهم هذا الموسم من مدريد فى

أخشى أن اعتيادى المحاولة أكثر مما يجب قد غلبنى ، فأظهر تائها و غير متمكننا مما أفعل و كأنى أحاول فعل كل شىء و لكنى بطبيعة الحال هذا غير ممكن و فى النهاية يصفر الجمهور لى عند خروجى من الملعب كما فى مبارة الأتليتك السابقة.



هل مجيئى الى هنا كان خطئا من الأساس بعد كل ما قدم لى أرسنال و فينجر بالتحديد؟

لقد ذهبت الى لندن و تحملت الكثير فقط لأتمكن من العودة يوما ما

كم تحملت لأعود ظافرا منتصرا لناديى المفضل و أستمتع باللعب مع رفاق الأمس وننافس معا للفوز بكل الألقاب الممكنة ونفوز بمعظمها ان لم يكن كلها.

بالتأكيد ليست هذه العودة التى حلمت بها أبدا"

لطالما كنت شجاعا وأمينا مع نفسى

أنا أمام قرار ليس هينا أبدا ..

هل أستمر فى ظل هذه الظروف المعاكسة ؟ أم ..

هل أطلب الرحيل قبل أن يطالبوننى هم به – كما أتوقع- ؟

أعلم أنه رغم كل ما يحدث ستطلبنى الكثير من أندية الصفوة و على رأسها أرسنال والمان يوناتيد
ولكن أى منهم ليس برشلونة .. على الأقل بالنسبة لى

 لو ذهبت هذه المرة .. لست أظننى أعود مرة أخرى

 فأنا فى السابعة و العشرين من العمر و فات أوان الذهاب والعودة

   فماذا أفعل؟

اضغط هنا للتواصل مع الكاتب عبر الفيسبوك